في أحد لقاءاتها الأخيرة، ظهرت النجمة الراحلة دلال عبد العزيز وهي تتحدث بعينين دامعتين وصوت تغمره مشاعر الأمومة والحنان، عن حفيدتها الأولى “كايلا”، ابنة دنيا سمير غانم والإعلامي رامي رضوان.
كانت تجلس إلى جوار الفنانة إسعاد يونس، تحكي تفاصيل لحظة غيرت حياتها، حين احتضنت حفيدتها للمرة الأولى، وقالت بتأثر:
“الشعور كان جديد عليا.. عمره ما جالي قبل كده، حسيت وقتها بتعب أمي لما كانت بتربيني أنا وإيمي”.
تمر اليوم الذكرى الرابعة لرحيل الفنانة التي كانت أمًا قبل أن تكون نجمة، رحلت متأثرة بمضاعفات فيروس كورونا، لكنها تركت وراءها ذكريات لا تُنسى، وأعمالاً فنية وإنسانية ستبقى خالدة في قلوب محبيها.
حضن الجدة
لم تكن دلال عبد العزيز تكتفي بالكلام، بل جسّدت مشاعرها في كل حركة، في كل لمسة. تحدثت يومها عن كايلا ليس كجدة فخورة، بل كأم ثانية تعيد التجربة من جديد، لكن بوعي أكبر وتعب مضاعف.
“كنت بغير لها وبشيلها.. كل ما أتعب أقول الله يرحمك يا ماما.. إزاي شالتنا وربتنا! كنت فاكرة إني فاهمة، لكن التجربة خلتني أعيش اللي أمي عاشته فعلاً.”
كلماتها لم تكن مجرد تصريحات، بل كانت لحظة اعتراف صادق من قلب أنهكته الحياة لكنه ظل محبًا ومعطاءً حتى النهاية.
مشهد من مسلسل الحياة
في إحدى الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت دلال عبد العزيز وهي تحتضن حفيدتها الرضيعة أثناء كواليس تصوير مسلسل “الكبير أوي”. الصورة التُقطت بعفوية، لكنها كانت مشهدًا كاملًا من مسلسل آخر.. مسلسل إنساني من بطولة الجدة الحنونة.
غطّت وجه الصغيرة بوشاح شفاف، تحميها من الناموس، في مشهد بسيط لكنه يحمل من الحب والاهتمام ما يعجز عنه كثير من الكلمات.
إرث لا ينسى
لم تكن حياة دلال عبد العزيز مجرد أضواء وكاميرات، بل كانت أمًا تعرف كيف تمنح الأمان، وزوجة تقف بجوار شريكها حتى النهاية، وفنانة تُدخل البهجة إلى كل بيت، وجدة تحمل الحنان في ذراعيها.
وفي كل ذكرى لرحيلها، تعود صورها وكلماتها لتُذكرنا بأن الفن لا يُخلد فحسب، بل القلوب الطيبة أيضًا لا تُنسى.
كايلا ستكبر، وستقرأ يومًا ما ما قالته جدتها عنها.. ستعرف أنها كانت أول من احتضنها، وأول من تمنى لو بقي معها سنوات أطول. ستفهم لاحقًا أن دلال لم تكن مجرد جدة، بل كانت وطنًا صغيرًا من الحنان.