نجاة الصغيرة تعود بعد 15 عامًا بأغنية من كلمات الأبنودي

في مثل هذا اليوم من عام 1938 وُلدت واحدة من أنقى الأصوات في تاريخ الموسيقى العربية، الفنانة نجاة الصغيرة، التي أضاءت سماء الفن العربي في الخمسينيات والستينيات بما يُعرف بـ "العصر الذهبي" للغناء.

في مثل هذا اليوم من عام 1938 وُلدت واحدة من أنقى الأصوات في تاريخ الموسيقى العربية، الفنانة نجاة الصغيرة، التي أضاءت سماء الفن العربي في الخمسينيات والستينيات بما يُعرف بـ “العصر الذهبي” للغناء.

وبينما أمتعت جمهورها لعقود، قررت فجأة في عام 2002 الانسحاب من الأضواء، تاركة فراغًا كبيرًا في قلوب محبيها، قبل أن تعود بعد خمسة عشر عامًا لتعيد إشعال الشغف بصوتها.

شراكة فنية لا تنسى مع الأبنودي

لم يكن اسم نجاة الصغيرة يومًا بعيدًا عن اسم الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي.

بينهما علاقة فنية خاصة، فقد كتب لها كلمات عدد من أشهر أغانيها التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الغنائية العربية، مثل عيون القلب، ذكرياتي، وقصص الحب الجميلة.

الأبنودي وصف صوتها يومًا بـ”الدافئ” وقال عنها إنها فنانة تعرف كيف تمرر كل كلمة عبر قلبها قبل أن تصل إلى المستمع.

عودة بصوت مغمور بالحنين

في عام 2017، وبعد رحيل الأبنودي بعامين، عادت نجاة الصغيرة إلى الساحة بأغنية “كل الكلام قلناه”، من ألحان طلال وتوزيع يحيى الموجي، وإخراج هاني لاشين.

الأغنية لم تكن مجرد عمل موسيقي، بل كانت حدثًا فنيًا بارزًا، إذ استغرق تنفيذها عامًا كاملًا، وسُجلت أجزاؤها بين مصر وفرنسا واليونان.

الموجي نفسه أكد أن نجاة كانت تتابع كل تفصيلة وكأنها تغني لأول مرة.

فنانة تمشي فوق الماء

في إحدى تصريحاته، كشف الأبنودي عن صورة نادرة لنجاة الصغيرة في عينيه، قائلًا: “أعتقد أن نجاة قادرة على المشي فوق الماء والمشي فوق الأرض دون أن تلمس أقدامها التراب”.

وأوضح أن حذرها الشديد في اختيار الكلمات واللحن جعلها لا تتعامل إلا مع شعراء يعرفون المعنى العميق للحب والعاطفة.

إرث لا يشيخ

اليوم، وهي تحتفل بعيد ميلادها الـ87، لا تزال نجاة الصغيرة رمزًا للرقي الفني، وصوتًا لا يتكرر، وصاحبة مدرسة غنائية ألهمت أجيالًا من المطربين والمستمعين.

رحلتها، من بداياتها الصغيرة إلى قمة المجد، مرورًا بصمتها الطويل وعودتها المبهرة، تحكي قصة فنانة لم تُغنِ لتملأ الوقت، بل لتمنح الزمن لحظة من الجمال الخالص.

صوت نجاة ليس مجرد نغم، بل ذاكرة من المشاعر، وأغانيها ليست مجرد كلمات، بل رسائل حب خالدة باقية في وجدان كل من سمعها يومًا.

Exit mobile version