صحة

اكتشاف علمي: خلايا سرطانية تتخفى داخل نخاع العظم للهروب من الأدوية

في خطوة قد تغيّر طريقة فهمنا لعلاج الأورام، كشف باحثون أميركيون أن الخلايا السرطانية قادرة على حماية نفسها من الأدوية عبر "اللجوء" إلى الخلايا الليفية الموجودة في نخاع العظم، في ظاهرة غير مسبوقة وصفوها بـ"خلية داخل خلية

في خطوة قد تغيّر طريقة فهمنا لعلاج الأورام، كشف باحثون أميركيون أن الخلايا السرطانية قادرة على حماية نفسها من الأدوية عبر “اللجوء” إلى الخلايا الليفية الموجودة في نخاع العظم، في ظاهرة غير مسبوقة وصفوها بـ”خلية داخل خلية”.

نخاع العظم كمخبأ آمن

الخلايا الليفية، التي تُعرف بدورها في تكوين النسيج الضام ودعم الأعضاء، تحولت في هذه الدراسة إلى ملجأ يختبئ داخله السرطان من مثبطات “بي تي كيه” (BTK) المستخدمة لعلاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن. ورغم أن أكثر من 90% من المرضى يظهرون تحسناً بعد العلاج، فإن عدداً قليلاً فقط يحقق شفاءً كاملاً، مما يفسر حالات الانتكاس المستمرة.

 

خمس سنوات من البحث تكشف السر

 

الدراسة التي استمرت خمس سنوات، بقيادة الدكتورة واي. لين وانغ من مركز فوكس تشيس للسرطان، أثبتت أن خلايا الورم تدخل إلى الخلايا الليفية بمجرد التعرض للدواء، لتبقى على قيد الحياة بمعدلات أعلى من تلك التي تظل خارجه.

وانغ شبّهت هذه الظاهرة قائلة: “الأمر أشبه بعودة الطفل المهدد في الشارع إلى منزله حيث يجد الأمان من الأخطار”، في إشارة إلى انسحاب الخلايا من مواجهة العلاج إلى “ملاجئ آمنة” داخل نخاع العظم.

بروتين يفتح الأبواب السرية

 

أظهر الباحثون أن بروتين “سي إكس سي آر4” (CXCR4) هو المفتاح الذي يمكّن الخلايا السرطانية من دخول هذه الملاجئ، إذ تستجيب خلايا الورم لمثبطات “بي تي كيه” بزيادة التعبير عن هذا البروتين، ما يجعلها تنجذب إلى الخلايا الليفية التي تفرز الروابط الخاصة به.

نحو علاج أكثر فاعلية

بناءً على هذا الاكتشاف، يرى الفريق البحثي أن الجمع بين مثبطات “بي تي كيه” وحاصرات “سي إكس سي آر4” قد يشكّل استراتيجية جديدة لإغلاق “أبواب الملاجئ”، مما يعزز فرص القضاء على الخلايا السرطانية بشكل كامل ويقلل احتمالات عودة المرض.

أفق أوسع من اللوكيميا

ورغم أن الدراسة ركّزت على سرطان الدم الليمفاوي المزمن، فإن الباحثين لاحظوا سلوكاً مشابهاً في سرطان الغدد الليمفاوية الجريبي، مرجحين أن هذه الظاهرة قد تكون موجودة في أنواع أخرى من الأورام، ما يفتح الباب أمام تحولات كبرى في عالم علاج السرطان.

هذا الاكتشاف لا يمثل مجرد خطوة علمية فحسب، بل قد يكون بداية مسار جديد في مواجهة السرطان. فإذا كانت الخلايا قادرة على الاختباء داخل “ملاجئ سرية”، فإن الأبحاث القادمة قد تحمل المفتاح لإغلاق هذه الملاجئ إلى الأبد، وفتح نافذة أمل أوسع لآلاف المرضى حول العالم.

إدارة ميكسي نيوز

ميكسي نيوز منصة إخبارية عربية تقدم تغطية شاملة لأهم الأحداث حول العالم، مع التركيز على الاخبار التقنية، والرياضية، والفنية، بتحديث مستمر ومصداقية عالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى