بصمة الوالدين غاندي يكشف عن تأثيرهما على شخصيته
يعد غاندى من أكثر الشخصيات الملهمة في العصر الحديث، فهو الزعيم السياسى والروحى لحركة الاستقلال الهندية
يعد غاندى من أكثر الشخصيات الملهمة في العصر الحديث، فهو الزعيم السياسى والروحى لحركة الاستقلال الهندية، والذى ولد فى مثل هذا اليوم 2 أكتوبر من عام 1869م، وانتهت حياته فى نيودلهى على يد متطرف هندوسى 30 يناير 1948، وما نستعرضه خلال السطور المقبلة هو وصفه لأبيه وأمه من خلال مذكراته التى حملت عنوان غاندى السيرة الذاتية: قصة تجاربى مع الحقيقة.
يقول غاندى كان والدي محبًّا لعشيرته ويتسم بالصدق والشجاعة والكرم، لكنه مع هذا كله كان سريع الانفعال، ويمكن القول إنه كان يميل إلى الملذات الشهوانية بدرجة ما، حيث إنه تزوج زواجه الرابع وكان عمره قد جاوز الأربعين، وكان والدي مستقيمًا، وقد عُرف بنزاهته التامة داخل العائلة وخارجها، وكان ولاؤه للولاية معلومًا للجميع، فحينما أهان مساعد المعتمد البريطانى أمير راجكوت، رئيس والدى، قام بالرد عليه، الأمر الذى أثار حفيظة مساعد المعتمد البريطانى، فطلب أن يعتذر والدى عما بدر منه، لكن كابا رفض الاعتذار فكانت النتيجة أنه ظل محتجزًا لبضع ساعات، فلما لمس مساعد المعتمد البريطانى منه العناد، أمر بإخلاء سبيله، بحسب ما جاء فى مذكراته المتاحة على مؤسسة هندواى.
أما عن والدته فقال غاندى كانت والدتى على درجة كبيرة من التدين، فكانت لا تتناول الطعام قبل أن تتلو صلواتها اليومية، وأذكر أن والدتي لم تترك صيام أيٍّ من الشهور الأربعة المقدسة (شاتورماس) قط، وكانت توجب على نفسها أصعب النذور وتحافظ عليها دون تهاون، حتى إن المرض لم يكن يومًا عذرًا للتفريط في ذلك الواجب المقدس، وأتذكر أنها ذات يوم سقطت مريضة في أثناء التزامها بعهد (شاندرايانا) ولكنها لم تسمح للمرض بأن يعوقها عن الالتزام بالعهد.
كما كانت والدتي تتمتع برجاحة عقل شديدة، وكانت على دراية بجميع شئون الدولة، وكانت سيدات البلاط الملكي يقررن بذكائها، وكنت كثيرًا ما أرافقها.