لم يكن “حكيم” يعلم أن بحثه عن زيادة وزنه سينتهي بمأساة تهدد حياته.
فالشاب العشريني الذي اشترى خلطة تسمين عبر إحدى الصفحات المجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وجد نفسه بعد أسابيع قليلة يصارع الموت بعد توقف كليتيه عن العمل بشكل كامل.
بداية الحكاية
القصة بدأت عندما عرضت إحدى الصفحات على “فيسبوك” خلطة تسمين سريعة المفعول، قُدمت على أنها “طبيعية وآمنة”، فقرر حكيم تجربتها أملاً في الوصول إلى جسد ممتلئ.
لكن سرعان ما تحولت الآمال إلى كابوس. فبعد شهر واحد فقط، أصيب بفشل كلوي تام أجبره على الدخول في رحلة علاج قاسية، وبات اليوم بحاجة ماسة إلى عملية زراعة كلى لإنقاذ حياته.
تجارة الموت عبر الإنترنت
مصادر مقربة أوضحت أن مثل هذه الخلطات كانت تُباع في محلات محدودة يمكن ملاحقة أصحابها قانونيًا، لكن الأمر تغيّر مع انتشار الإنترنت.
اليوم تُباع عبر صفحات مجهولة الهوية، دون عناوين أو تراخيص، ما يجعل من الصعب تعقب المسؤولين عنها أو تقديمهم للعدالة.
استياء وتحذيرات
القصة سرعان ما أثارت استياء واسعًا بين الناشطين، الذين وصفوا الظاهرة بـ”تجارة الموت”، محذرين من خطورة انتشار خلطات مجهولة المصدر تُسوّق على أنها طبيعية بينما تحتوي على مواد كيميائية سامة تدمر صحة الشباب والمراهقين.
مناشدات عاجلة
وسط هذه المأساة، تعالت الأصوات المطالبة بتدخل عاجل من الجهات المختصة لملاحقة القائمين على هذه الصفحات، وضبط المنتجات المغشوشة التي تُباع بحرية في غياب الرقابة، مؤكدين أن حياة المئات أصبحت مهددة بسبب غياب التوعية الصحية واستغلال حاجة الناس
قصة فردية أم ظاهرة عامة؟
قضية حكيم ليست الأولى، لكنها تمثل ناقوس خطر يُدق بقوة. فانتشار خلطات وهمية تحت شعارات براقة مثل “طبيعية، مضمونة، وسريعة المفعول” بات يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة المجتمع، ويكشف ثغرات خطيرة في الرقابة على المنتجات الطبية عبر الإنترنت.
وبينما يواصل حكيم معركته من أجل الحياة، يبقى السؤال معلقًا: كم من شاب آخر قد يسقط ضحية لهذه التجارة السوداء قبل أن تتحرك الجهات المسؤولة لوقف نزيف الأرواح؟
