أبل تتقدم بطلب الفصل الطوعي في قضيتها ضد “إن إس أو”… واعتبارات أمنية وراء القرار

قدمت شركة أبل طلبا للفصل الطوعي في الدعوى القضائية التي رفعتها سابقا ضد شركة NSO Group الإسرائيلية المتخصصة في تطوير برمجيات التجسس، مشيرة إلى أنّ المشهد المتغير لمخاطر الأمن السيبراني قد يفرض كشف معلومات “استخباراتية حساسة” تتعلق بقدراتها في مواجهة التهديدات المتقدمة.
وقالت أبل إن جهودها، إلى جانب جهود شركات تقنية أخرى وحكومات عديدة، أسهمت في “إضعاف قدرات” الجهة المدعى عليها. لكنها حذّرت في الوقت نفسه من بروز جهات جديدة أكثر تعقيدًا ضمن سوق برمجيات التجسس التجارية، الأمر الذي دفعها – بحسب قولها – إلى طلب إنهاء القضية.
أضافت الشركة: “رغم استمرار قناعتنا بسلامة ادعاءاتنا، إلّا أن المضي قدما في هذه القضية قد يعرض معلومات أمنية مهمة للخطر.”
خلفية النزاع
كانت أبل قد رفعت الدعوى في نوفمبر 2021، متهمة NSO Group باستهداف مستخدميها بشكل غير قانوني عبر أداة التجسس Pegasus، واصفة الشركة بأنها “مرتزقة تكنولوجيون غير أخلاقيين في القرن الحادي والعشرين”.
وفي يناير من هذا العام، رفض قاضٍ اتحادي طلبًا من NSO لرفض الدعوى بحجّة أنّ الشركة مقرّها إسرائيل وكان ينبغي رفع القضية هناك، مؤكداً أن قانون الاحتيال وإساءة استخدام الكمبيوتر يدعم مزاعم أبل.
مخاوف من كشف معلومات حساسة
أشارت أبل في طلب الفصل إلى ثلاثة عوامل رئيسية، من أبرزها احتمال كشف معلومات استخباراتية عن آليات حماية المستخدمين من هجمات التجسس، مستندةً إلى تقرير لصحيفة الغارديان بتاريخ 25 يوليو 2024، والذي كشف مصادرة السلطات الإسرائيلية وثائق من NSO عام 2020 في محاولة لمنع تسريب تفاصيل حول Pegasus، خوفًا من “أضرار دبلوماسية وأمنية خطيرة”.
كما لفتت أبل إلى تغيّر ديناميكيات سوق التجسس التجاري وتوسع الشركات العاملة فيه، بالإضافة إلى احتمال كشف تقنيات خاصة تُستخدم لتجاوز برامج التجسس، خصوصًا مع تعقّد الإجراءات المرتبطة بإصدار التراخيص وتوفير العلاجات القانونية الفعّالة.
سوق التجسس العالمي
يأتي هذا التطور بالتزامن مع تقرير صادر عن المجلس الأطلسي كشف أن جهات تقف وراء شركات تجسس في إسرائيل وإيطاليا والهند—والتي ارتبطت بعمليات تجسس استهدفت صحفيين وحقوقيين—عملت على إعادة تسمية نفسها أو تأسيس كيانات جديدة أو نقل عملياتها بين دول مختلفة.
ومن بين الأمثلة شركة Intellexa، المطوّرة لبرنامج التجسس Predator، والتي ظهرت مجددًا ببنية تحتية جديدة رغم العقوبات المفروضة عليها، مع استمرار استخدامها في دول مثل أنغولا والكونغو والسعودية.
وذكرت مجموعة Insikt التابعة لشركة Recorded Future أن بنية Predator أصبحت أكثر تعقيدًا، مضيفة طبقات جديدة لإخفاء هوية العملاء وجعل تتبع استخدام البرنامج أكثر صعوبة.
رد NSO Group
في المقابل، رحّبت NSO بطلب أبل رفض الدعوى، مؤكدة أنها تطوّر تقنيات اعتراض قانونية مخصّصة للوكالات الحكومية بهدف مكافحة الجريمة والإرهاب، وأنّ أدواتها ضرورية في ظل انتشار التشفير من طرف إلى طرف (E2EE)، الذي—بحسب قولها—يُستغل من قبل مجرمين في أنشطة مثل الاتجار بالمخدرات والبشر واستغلال الأطفال.
وأضافت الشركة في مذكرة قانونية بتاريخ 27 سبتمبر 2024 أن مبررات أبل للفصل “غير كافية”، مؤكدة أن عملية الاكتشاف في الإجراءات القضائية تتضمن دائمًا احتمال الكشف عن معلومات حساسة، وأن وجود منافسين جدد في السوق أمر طبيعي لا يُعد سببًا لإغلاق القضية.
كما نفت NSO أي ادعاءات بشأن تسريب معلومات سرية تخص أبل أو غيرها، مشددة على التزامها التام بالأوامر القضائية الخاصة بحماية الوثائق السرية.




