كشفت الحفريات فى مدينة أدريانوبل القديمة (أدرنة الحالية) فى كارابوك بتركيا، مؤخرًا، عن القطع المستخدمة فى الألعاب Ludus Latrunculorum، يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادى، تعتبر هذه الألعاب مقدمة لبعض الألعاب الاستراتيجية الحديثة، وكانت شائعة فى روما القديمة وتعكس أهمية الاستراتيجية العسكرية فى الحياة اليومية فى ذلك الوقت، وفقا لما نشره موقع labrujulaverde.
تتم أعمال التنقيب فى أدرنة تحت إشراف الدكتور إرسين شيليكباش، الأكاديمى من جامعة كارابوك، كجزء من مشروع Geleceğe Miras (التراث من أجل المستقبل)، الذى تروج له وزارة الثقافة والسياحة التركية.
تعد أدرنة المعروفة باسم زيوغما البحر الأسود بسبب فسيفسائها التى تصور أشكالًا حيوانية مختلفة، موطنًا للعديد من البقايا المعمارية، من بينها الحمامات الرومانية والكنائس والجدران والفيلات والمقابر الصخرية والمسرح والهياكل الأثرية مثل الأقواس والمنافذ الاحتفالية، تؤكد هذه العناصر على الأهمية التاريخية والثقافية للمكان، الذى كان بمثابة مركز دينى وعسكرى.
القطعتان اللتان تم العثور عليهما عبارة عن عظم على شكل قرص تم استخدامه كرموز فى الألعاب المذكورة أعلاه، هذه الأقراص، المزينة برموز ذات أربعة وثمانية أذرع منقوشة باستخدام تقنيات الخدش، تساعد اللاعبين على تخطيط استراتيجياتهم.
وبحسب الدكتور شيليكباش لم تكن هذه الألعاب مجرد وسيلة تسلية بسيطة، بل كانت أدوات مصممة لتعليم التكتيكات العسكرية، مما يشير إلى أن الجنود كانوا يمارسونها بشكل أساسى.
Ludus Latrunculorum و Ludus duodecim scriptorum هي ألعاب لوحية مشابهة للعبة الشطرنج أو لعبة الداما الحديثة، حيث كان على اللاعبين استخدام الذكاء والبصيرة للتغلب على خصمهم.
ويعزز اكتشاف هذه الرموز الفرضية القائلة إن أدرنة كانت تضم مفرزة عسكرية لعدة قرون، وقد حددت الأبحاث السابقة بالفعل وجود ثكنات عسكرية تعود إلى القرن الثانى الميلادى، وتشير النتائج الأخيرة إلى أن هذه الحامية، التى ربما تكون مكونة من قوات الفرسان، ظلت نشطة لمدة 200 أو 300 عام.
وأشار الدكتور شيليكباش إلى أن هذه الألعاب القديمة تتشابه مع ألعاب التسلية الحديثة مثل لعبة الداما أو “معركة القارب” على الرغم من أن الأشكال تطورت مع مرور الوقت، إلا أن الجوهر الاستراتيجى ظل قائمًا، مما يدل على أن التفكير النقدى والتخطيط كانا مهارات ذات قيمة على مر التاريخ.
